دعاء ركوب السيارة
لا يقتصر الإسلام على الشعائر الأساسية فقط فهو ليس دين الصيام والقيام فحسب، ولكنه دين شامل وقيم يهتم بأدق أمور الحياة، فكل خطوة يخطوها المسلم تكون مرتبطة بالله -عز وجل- يبتغي فيها رضاه وتوفيقه ومن العبادات الحسنة الدعاء فهو من العبادات البسيطة والتي يمكن فعلها في كافة الأوقات ولذلك فالكثير من العادات اليومية يمكن ربطها بدعاء مأثور عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو أي دعاء خير للمسلم ومن ذلك دعاء ركوب السيارة، نتعرف على حكمه الديني فيما يلي.
هل دعاء ركوب السيارة عند السفر فقط؟
في البداية لا بُد لنا أن نتعرف على حكم مشروعية دعاء كوب السيارة وهل هو مقتصر على حالة السفر فقط أم في كل الحالات وذلك الأمر به خلاف.
فبعض أهل العلم قصر استحباب دعاء ركوب السيارة عند السفر فقط، وذلك يكون عند ركوب السيارة أو الباخرة أو الطائرة أو كل وسيلة بغرض السفر، أما في حالة الانتقال داخل إطار الدولة أو بدون قصد السفر، فلا يقال ذلك الدعاء، وقد ذهب الشيخ عبد العزيز بن باز إلى هذا الرأي.
وهناك من أهل العلم من اختاروا أن يقال دعاء الركوب في كافة الحالات، سواء كان عند السفر أو بغرض الانتقال فقط من مكان إلى مكان آخر ومن ضمنهم الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين.
دعاء ركوب السيارة
وأما عن نص دعاء ركوب السيارة أو أي وسيلة من وسائل النقل سواء كانت بغرض السفر أو الانتقال داخل حدود الدولة من مكان إلى آخر نتعلمه من حديث علي بن الربيعة قال: “شهدت علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أتى بدابة يركبها فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. ثم قال: الحمد لله ثلاث مرات. ثم قال: الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. ثم قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فعل كما فعلت” رواه أبو داود وأحمد والترمذي.
وقت ترديد دعاء ركوب السيارة
يُقال دعاء الركوب فور ركوب الشخص لوسيلة النقل فعندما يضع قدمه بها يبدأ بقول بسم الله، وعندما يستوي على ظهرها يكمل الدعاء وفقًا لصيغته المذكورة.
وصيغة دعاء الركوب لأي وسيلة نقل نبدأ بقول بسم الله، ثم قول الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم قول الحمد لله ثلاث مرات، والله أكبر ثلاث مرات، ثم قول سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
وإن فضل الدعاء لا يقتصر فقط على القوائم الذي نحصل عليه عند ترديده، ولكن الدعاء يذكرنا دائمًا أن كل ما لدينا من خير هو من رزق الله -سبحانه وتعالى- وان كل ما نرغب في الحصول عليه بيده أيضًا، وذلك يبث الطمأنينة في نفوسنا ويجعلنا نلجأ إلى الله في كل أمورنا وكل ذلك من عظمة ديننا الحنيف.
وفي الختام فدعاء السفر ليس دعاء واجب، فهو سنة سواء كان في حالة السفر أو في حالة الانتقال بوسيلة من مكان لأخر، وبالطبع كل عمل يقوم به الإنسان ابتغاء وجه الله وسعيًا لرضاه يُجزى عنه خيرًا، وبذلك نكون قد أوضحنا نص دعاء الركوب كما ذُكر في الحديث كما أوضحنا أيضًا مشروعية ترديدها في حالة السفر أو الانتقال.
انضم لقناة مثقف علي تليجرام ليصلك كل جديد 
