الإسلام

حكم تأخير الدورة الشهرية في رمضان



تلجأ الكثير من السيدات إلى تناول بعض العقاقير الطبية التي تعمل على تأخير نزول الدورة الشهرية خاصة في شهر رمضان الفضيل لتمكنن من صيام الشهر كاملًا، والقيام بالعبادات فيه ولكن ما الحكم الشرعي لتأخير الدورة الشهرية في رمضان؟ وهل يجب على المرأة قضاء تلك الأيام مرة أخرى بعد ذلك أم لا؟ نجيب على كل ذلك بتفصيل فيما يلي.

أحكام الحائض في شهر رمضان

من رحمة الله سبحانه وتعالى بالنساء فقد أسقط عنهن الصيام والصلاة في فترة الحيض تخفيفًا عنهن، وذلك لقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم، قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها”. ونقصان الدين هنا على وجه مكلف به أي إن المرأة مكلفة بترك عبادات محددة في تلك الفترة كما أوضح النووي -رحمه الله- وعلى ذلك فالمرأة في فترة الحيض ليس عليها صوم أو صلاة، حتى تطهر بعد انقضاء فترة الحيض وتعاود للصيام والصلاة، وتقضي ما عليها من صيام بعد شهر رمضان.

ويحل للمرأة الكثير من العبادات الأخرى، مثل الذكر والصدقات كما أن الآلام التي تشعر بها المرأة في فترة الحيض تؤجر عليها، وامتثال المرأة لأمر الله سبحانه في ترك العبادات في فترة الحيض عبادة أيضًا تؤجر عليها، وفي كل ذلك تخفيفًا ورحمة من الله بعباده.

حكم تأخير الدورة الشهرية في رمضان

لا يوجد مانع شرعي من تناول العقاقير الطبية التي تعمل على تأخير نزول الدورة الشهرية لتتمكن المرأة من صيام شهر رمضان بالكامل، مع العلم أنه من الأولى عدم فعل ذلك.

فيجوز للمرأة فعل ذلك بشرط أن تأمن الضرر، فلا يؤثر ذلك الأمر عليها سلبًا سواء كان ذلك خلال الشهر الفضيل أو بعد ذلك.

وقد أفتى الحنابلة بجواز استخدام ما يمنع نزول الحيض، وعندما ينقطع عن المرأة الحيض تكون في حكم الطاهر ويجب عليها الصوم والصلاة وتأثم لتركهما.



أحكام تغيير موعد الدورة الشهرية

وفيما يلي توضيح للأحكام المختلفة لتغيير موعد الدورة الشهرية عند المرأة:

  • يجوز أن تستخدم المرأة الأدوية والعقاقير الطبية التي تعمل على تأخير نزول الدورة الشهرية أو تمنعها لفترة زمنية محددة لتتمكن المرأة من العبادة، ولكن في حالة تأكدها من عدم إلحاق ضرر أو أذى بنفسها.
  • مع العلم إنه لا يجوز تناول العقاقير الطبية لتعجيل الدورة الشهرية بهدف أن تفطر في رمضان، وإذا نزلت الدورة الشهرية فتكون المرأة حائض ويطبق عليها كل أحكام المرأة الحائض.

ملاحظات هامة في تغيير موعد الدورة الشهرية للنساء في الإسلام

هناك عدة أمور يجب الانتباه لها عند الرغبة في تغيير موعد الدورة الشهرية للنساء:

  • يحرم تغيير موعد الدورة الشهرية إذا كان ذلك يتسبب في أضرار صحية، أو لتجنب القيام بالفروض في الإسلام كالصوم والصلاة.
  • إذا تناولت المرأة العقاقير الطبية وتمكنت من تأخير الدورة فهي طاهرة، ينطبق عليها كافة العبادات وتأثم لتركها أو تأخيرها عن موعدها.
  • إذا اخرت المرأة الدورة الشهرية في رمضان وصامت الشهر كاملًا فليس عليها أيام قضاء بعد ذلك حيث إنها قد أدت الفريضة كاملة.
  • في حالة نزول دم الحيض تكون المرأة مفطرة ولا يجوز لها أن تكمل صيام اليوم، ويجب عليها قضاء تلك الأيام بعد انقضاء شهر رمضان، وفي حالة كانت المرأة حائضًا وأكملت الصوم تكون بذلك آثمة فيجب عليها الامتناع عن ذلك الفعل والتوبة منه.

 

وبذلك نكون قد أوضحنا حكم تأخير الدورة الشهرية في رمضان والحالات التي يحل فيها فعل ذلك الأمر والحالات التي يحرم فيها أيضًا، زادكن الله حرصًا على اتباع دينه الحنيف، وجعلكن من أهل الجنة المكرمين.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق