الإسلام

صلاة الوتر كم ركعة وكيفية صلاتها



صلاة الوتر كم ركعة وكيفية صلاتها أمر يشغل بعض المسلمين وكذلك من هم حديثي العهد على الإسلام، فالجميع يطمح إلى معرفة الطريقة الصحيحة والوقت الأنسب لأدائها ومعرفة كل شيء عنها لكي تكون صلاته صحيحة، وسوف نتعرف إلى ذلك كله بدقة وتفصيل عبر موقعنا.

صلاة الوتر كم ركعة وكيفية صلاتها

إن صلاة الوتر ليست متعددة الركعات وإنما تصلى في ركعة واحدة فقط، وتكون ختامًا لليل بعد إتمام المسلم صلاة قيام الليل، وفي حال لم يكن ينوي أن يقوم الليل عليه أن يصليها عقب صلاة العشاء وما يتبعها من السنن، وجدير بالذكر أن علماء وأئمة الإسلام ظهر بينهم شيء من الاختلاف حول صلاة الوتر كم ركعة وكيفية صلاتها، وكانت آراء أئمة المذاهب الأربعة متخلصة فيما يلي:

1- رأي الحنفية

رأى أصحاب المذهب الحنفي أن صلاة الوتر عددها ثلاث ركعات تؤدى مثل صلاة المغرب أي بتسليمة واحدة، واستندوا في تأكيد رأيهم إلى ما رواه عبد الله بن أبي قيس رضي الله عنه حيث قال:

“عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي قيسٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها بِكَم كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يوترُ قالَت كانَ يوترُ بأربعٍ وثلاثٍ وستٍّ وثلاثٍ وثمانٍ وثلاثٍ وعشرٍ وثلاثٍ ولم يَكُن يوتِرُ بأنقصَ من سبعٍ ولا بأكْثرَ من ثلاثَ عَشرةَ قالَ أبو داودَ زادَ أحمدُ بنُ صالحٍ ولم يَكُن يوترُ برَكعتَينِ قَبلَ الفجرِ قلتُ ما يوترُ قالَت لم يَكُن يدعُ ذلِكَ”

روته السيدة عائشة أم المؤمنين، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح أبي داوود، حكم الحديث: صحيح الإسناد.

2- رأي المالكية



ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى أن صلاة الوتر نفسها ركعة واحدة فقط ولكن لها ركعة شفع مما يعني أنها أيضًا صلاة زوجية وتكون كذلك أقل من الشفع ركعتان، واستندوا في ذلك إلى قول النبي بأن ركعة واحدة بعد قيام الليل توتر ما قد صلى.

3- رأي الشافعية والحنابلة

أجمع كل من أصحاب المذهب الشافعي والحنبلي على أن صلاة الوتر تؤدى في ركعة واحدة فقط وهذا على أقل تقدير، إلا أن الشافعيين رأوا أنه من المكروه أن تصلى في ركعة واحدة بينما أقر الحنابلة بعدم كراهة ذلك، وأدنى كمال صلاة الوتر هو ثلاث ركعات ويجوز أن يوتر المسلم بثلاث أو بخمس أو بسبع أو تسع.

طريقة أداء صلاة الوتر

يرى أغلب علماء الدين فيما يخص صلاة الوتر كم ركعة وكيفية صلاتها أنها تؤدى عقب صلاة العشاء أو قيام الليل مثنى مثنى، ومن ثم يأتي بركعة الوتر منفردة بتشهد وتسليم واحد فقط وهذه هي الصورة العامة لأداء صلاة الوتر، وخير دليل على ذلك هو الحديث الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم الذي أوضح فيه للمسلمين أن صلاة الوتر تكون منفردة.

“عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما قال “أنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَهي خَالَتُهُ، قالَ: فَاضْطَجَعْتُ في عَرْضِ الوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَأَهْلُهُ في طُولِهَا، فَنَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وَجْهِهِ بيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِن سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ منها فأحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ ما صَنَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ اليُمْنَى علَى رَأْسِي، وَأَخَذَ بأُذُنِي اليُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حتَّى جَاءَ المُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.[وفي رواية]: ثُمَّ عَمَدَ إلى شَجْبٍ مِن مَاءٍ فَتَسَوَّكَ، وَتَوَضَّأَ، وَأَسْبَغَ الوُضُوءَ، وَلَمْ يُهْرِقْ مِنَ المَاءِ إلَّا قَلِيلًا، ثُمَّ حَرَّكَنِي فَقُمْتُ، وَسَائِرُ الحَديثِ نَحْوُ حَديثِ مَالِكٍ”

حدثه الإمام مسلم، المصدر: صحيح مسلم، حكم الحديث: صحيح قوي الإسناد، التخريج: أخرجه الإمام البخاري.

سلف وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية أداء صلاة الوتر في نهاية الليل مهما أطال وأكثر من الركعات في صلاة قيام الليل، حيث قالت عائشة رضي الله عنها “ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقالَ: يا عَائِشَةُ، إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ولَا يَنَامُ قَلْبِي”



حدثه الإمام البخاري، المصدر: صحيح البخاري، حكم الحديث: صحيح قوي الإسناد.

أوقات تأدية صلاة الوتر

لقدر ورد في السنة النبوية بيانًا بأفضل الأوقات لأداء صلاة الوتر وهي كالآتي:

1- صلاة الوتر أول الليل

صلاة الوتر في أول الليل أو قبل النوم مباشرة هو موعد يتناسب مع من يعرف أنه غير قادر على النهوض من نومه في وقت متأخر من الليل لكي يؤديها لأي عذر لديه، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله.

2- صلاة الوتر في نهاية الليل

صلاة الوتر في هذا الوقت خاصةً بمن هو قادر على الاستيقاظ ليلًا لتأديتها، والدليل على ذلك هو قوله صلى الله عليه وسلم: من خاف أن لا يقوم من آخِرِ الليل فليوتر أوله، ومن طَمِعَ أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل.

معرفة صلاة الوتر كم ركعة وكيفية صلاتها هو أمر بالغ الأهمية نتيجة للتداخل والجدل الثائر بين الناس حول الكثير من الأشياء المتعلقة بها، كوقتها الصحيح وعدد الركعات وجوازه من كراهته.



هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق