معلومات وثقافة

قصائد مدح في رجل كريم



 هناك الكثير من قصائد مدح في رجل كريم لا تزال حية ويتم تدريسها حتى الآن كأمثلة يفتخر بها في روعة المدح كغرض مم أهم أغراض الشعر العربي، ولكن الشعراء قديمًا وربما حديثًا أيضًا سلطوا الضوء على صفة معينة من صفات الرجال وفضلوا امتداحها ألا وهي الكرم، وسوف نعرض من خلال موقعنا نماذج لهذه الأعمال الشعرية الجميلة.

قصائد مدح في رجل كريم

إن الرجل لكي يستحق أن ينول شرف وصفه برجل بحق يجب أن يتحلى بمجموعة من الصفات، مثل الشهامة والنخوة والغيرة والحياء والتدين والخلق الرفيع والكرم، فلا يحسب الرجل البخيل رجلًا ولا يقصد بالكرم الكرم المادي فقط، فالكريم في شيء جواد بكل شيء لأن البخيل أيضًا في شيء يكون بخيلًا في كل شيء.

يستحق منا الرجال الذين يتسمون بالكرم أن نمتدح كرمهم بالشعر، ولقد قيل الكثير من قصائد مدح في رجل كريم مثل قول أحمد فارس الشدياق:

“أرى القول يحلو بذكر الرجال

وليس بذكر ذوات الدلال

رجال السياسة والأمر والنهى

أهل الكياسة أمثال عالي



لقد قلت في مطلع القول حسنا

وإذ قلت بالشبه ساء مقالي

لأن الذي رمت بدح علاه

بدا في المعالي بدون مثال

وزير يشد به الملك أزرًا

مشيرًا لأرائه النجح تال”

هناك العديد من قصائد مدح في رجل كريم بلهجة دول الخليج العربي، التي كانت ولا تزال مضربًا للمثل في الكرم بكل شيء منذ أقدم الأزمنة وحتى وقتنا الحالي، فهم يحبون شعر الفخر والمديح في الرجال ومن أجمل ما قالوه عن الرجل ذو الأصل الكريم هو قول الشاعر مطلق بن حميد الثبيتي:

“اخـتــار سـمـحـات الـــدروب النّظـيـفـة



اللـي غسلهـا رايــح الـمـزن بـرشّـاش

مشّونهـا قـوم النّفـوس الشّريـفـة

اللي ضمايرهـم نقيّـة كمـا الشّـاش

بيوتهـم مثـل الحصـون المنيـفـة

ما هي لطير البوم غيران أعشـاش

وحلالهـم للضيّـف دايـم مريـفـه

لو رجلهم يسرح ويضوي على مـاش

والرّجـل منهـم مـا يخلـي رديفـه



إن مات مثله مات وإن عاش له عاش

وإن مات منهم رجـل عقـب خليفـة

يطعن نحور القـوم ويـرد الأدبـاش

يعرف هدف روحه ويعـرف وليفـه

ما يعرف الخونـة ولا هـو بغشـاش”

لا تزال هناك العديد من القصائد الأخرى التي تحدثت عن الرجل الكريم، وتناولت صفاته والتي تؤكد على حقيقة أن الرجل الكريم حتمًا يتمتع بسائر الصفات الحسنة التي تزين الرجل بحق.

“والله ماني على مدح الرياجيل بخيل

خاصه لا جيت امدح في زحول الرّجال



المشكلة مدحهم حمل لا شلته ثقيل

من ثقلها ما يقدر عليها كبار الجمال

حتى لو تحاملت على حملها لا بد يميل

مال الجمل حيلة على حمل الاثقال

أجل وش حيله قلم بالقصايد يخيل

في معانيها صدق من مزون الخيال

قصيدة ما هي غزل فالطرف الكحيل

ولا هي عتاب وشكوة حال دون حال



قصيدة مدح في ذاك الشهم الأصيل

ابو عبدالله اللي يشهد له فوح الدّلال

سلام يا ابو عبدالله يا زحول الرياجيل

سلام عد ما على الصحاري من رمال

سلام عد ماهل المطر وسال المسيل

سلام عد ما أشرقت الشمس وطل الهلال

سلام ياللي له في قلبي مقر ومقيل

فداك العمر لو ان العمر للفنا والزوال

قالوا عن حاتم ماله في الكرم مثيل

ومن ذيك العصور تضرب به الأمثال

وانا اقول ابو عبدالله حاتم هالجيل

قولوا لهتّان الكرم عندنا للكرم زلال”

قصائد شعر جاهلي في مدح الرجل الكريم

لقد كان الشعراء في زمن الجاهلية هم أساس شعر المديح في الرجال بوجه عام، ولقد كانوا ينظمون قصائد طويلة لا يزال الشعر العربي يفخر بجمالها وجزالتها حتى وقتنا الحالي، وكان نظمهم لهذه القصائد إما متعدد الأغراض في نفس القصيدة أو مخصص لغرض واحد فقط مثلما هو الحال في قصائد المديح.

هناك العديد من الشعراء الجاهليين الذين قدموا لمكتبة الشعر العربي قصائد تمدح الرجال، ومن أفضل نماذجها:

1- زهير بن أبي سلمى يمدح كرم هرم بن سنان

الشاعر زهير بن أبي سلمى هو واحد من أشهر شعراء العرب وحكمائهم وهو واحد من الثلاثة المقدمين على أهم ثلاث شعراء في العصر الجاهلي، فهو أولهم ثم يليه الشاعر امرؤ القيس ثم الشاعر النابغة الذبياني ولقد وافته منيته قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعام واحد فقط.

“بل اذكرن خير قيس كلها حسبا         وخيرها نائلا وخيرها خلقا

وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ من       الحوادث غادى الناس أو طرقا

من يلق يوما على علاته هرما     يلق السماحة منه والندى خلقا

لو نال حي من الدنيا بمنزلة        أفق السماء لنالت كفه الأفقا”

2- الأعشى يمدح هوذة بن علي سيد بني حنيفة

الأعشى هو واحد من رواد الشعر الجاهلي وهو من شعراء الطبقة الأولى وسمي بهذا الاسم لأنه لم يكن يبصر بقوة، وكان ممن يتربحون من نظم الشعر وارتجاله فكان يقصد أمراء وملوك البلاد الأخرى يمتدحهم ويأخذ المال الكثير في مقابل ذلك.

“وإلى هَوْذَة َ الوَهّاب أهْدَيْتُ مِدحتي      أرجّي نوالا فاضلاً منْ عطائكا

سَمِعتُ بسَمعِ البَاعِ وَالجودِ وَالندى      فأدلَيتُ دَلْوِي ، فاستَقتْ برِشائِكَا

فتى يَحمِلُ الأعباءَ ، لَوْ كانَ غَيرُهُ       من النّاسِ لمْ ينهضْ بها متماسكا

وَأنْتَ الّذِي عَوّدْتَني أنْ تَرِيشَني       وَأنْتَ الّذِي آوَيْتَني في ظِلالِكَا

وإنّكَ فِيمَا بَيْنَنَا فيّ مُوزَعٌ                بخيرٍ وإنّي مولعٌ بثنائكا”

3- النابغة الذبياني يمدح الملك الغساني عمرو بن الحارث

كان النابغة من شعراء الجاهلية البارزين أسياد قومهم وكان على صلة وطيدة بالملك النعمان بن المنذر، وكانت له خصاصة عنده حتى وقع بينهما خلاف نتيجة اتصال النابغة بالغساسنة أعداء الملك النعمان، فهرب منه يحتمي بالغساسنة وبدأ يمتدح شخصه الكريم قائلًا:

“كليني لهمٍ ، يا أميمة ، ناصبِ      وليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ

عليَّ لعمرو نعمة ، بعد نعمة       لوالِدِه ، ليست بذاتِ عَقارِبِ

وثقتُ له النصرِ ، إذ قيلَ قد غزتْ     كتائبُ منْ غسانَ ، غيرُ أشائبِ

إذا ما غزوا بالجيشِ ، حلقَ فوقهمْ      عَصائبُ طَيرٍ ، تَهتَدي بعَصائبِ

ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُم        بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ”

4- عنترة بن شداد يمدح الملك زهير بن جذيمة العبسي

عنترة بن شداد الفارس الجاهلي المغوار الذي عرف على مر العصور بأنه حارب من أجل إثبات نسبه وحارب من أجل عرقه وحارب من أجل حبه، وكان شاعرًا فصيحًا من أفضل شعراء العصر الجاهلي وهو من أصحاب المعلقات أيضًا، وكان عنترة مشهورًا بنظمه قصائد مدح في رجل كريم مثل مدحه للملك زهير بن جذيمة العبسي، حيث قال فيه:

“واتكالي على الذي لكما أبصر    ذلي يزيد في تعظيمي

ومعيني على النوائب ليث    هو ذخري وفارج لهمومي

ملك تسجد الملوك لذكراهُ      هوتومي إليه بالتفخيم

وإذا سار سابقته المنايا     نحو أعداه قبل يوم القدوم”

كل قصيدة نظمت من أجل مدح صفة وشيمة الكرم عند الرجال هي جزء لا يتجزأ عن غرض المديح في الشعر بوجه عام، فالمدح هو المدح أيًا كان الشيء أو الشخص الذي يتم مدحه.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق