الإسلام

هل يجوز صلاة قيام الليل بعد الوتر



 هل يجوز صلاة قيام الليل بعد الوتر؟ وما رأي أئمة المذاهب الأربعة في هذا الأمر؟ هناك بعض الأمور في الدين يختلف عليها المسلمون وعلى رأسهم علماء وفقهاء الدين الإسلامي أنفسهم، ومن بين هذه الأمور مدى جواز أداء صلاة قيام الليل بعد تأدية صلاة الوتر، وسوف نتعرف إلى حقيقة الأمر المثبتة بمنتهى الدقة من خلال هذا الموضوع عبر موقعنا.

هل يجوز صلاة قيام الليل بعد الوتر

الإجابة عن سؤال هل يجوز صلاة قيام الليل بعد الوتر هي لا، فلا يجوز أبدًا أن يقوم المسلم بأداء صلاة الوتر ومن ثم يبدأ في قيام الليل وذلك ما أكد عليه النبي بنفسه، فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى. وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بهِ”

شاهد أيضا  تفسير سورة العلق للأطفال

المصدر: صحيح البخاري، حكم الحديث: صحيح، التخريج: أخرجه مسلم.

رأي أئمة المذاهب في حكم قيام الليل بعد الوتر

لقد تطرق أئمة المذاهب الأربعة في مناقشة إمكانية قيام الليل بعد أداء صلاة الوتر، وكانت آرائهم كالآتي:

1- رأي الحنفية

ذهب أصحاب المذهب الحنفي إلى أنه لا يجوز إعادة صلاة الوتر مرة أخرى بعد أن أداها المصلي مرة واحدة أول الليل ثم صلى التهجد بعدها، ودعموا رأيهم هذا بحديث رواه قيس بن طلق بن علي بن أبيه حيث قال: زارَنا طلقُ بنُ عليٍّ في يومٍ من رمَضانَ وأمسَى عندَنا وأفطرَ ثُمَّ قامَ بنا اللَّيلةَ وأوترَ بنا ثمَّ انحدرَ إلى مسجدِهِ فصلَّى بأصحابِهِ حتَّى إذا بقِيَ الوترُ قدَّمَ رجلًا فقالَ أوتر بأصحابِكَ فإنِّي سمعتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ لا وِترانِ في ليلةٍ”



المصدر: صحيح أبي داوود، حكم الحديث: صحيح حدثه الألباني.

2- رأي الشافعية

يرى أصحاب المذهب الشافعي أنه يجوز أداء ركعات من صلاة قيام الليل بعد أداء صلاة الوتر، وأشاروا إلى عدم وجود كراهة في ذلك فلقد سبق وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أدى ركعتين بعد أن أدى صلاة الوتر.

شاهد أيضا  دعاء يوم عرفة لغير الحاج

3- رأي المالكية

يرى أصحاب المذهب المالكي أن هناك كراهة في صلاة النافلة عقب أداء صلاة الوتر دون أن يتم الفصل بينهما، حيث إن صلاة النافلة يجب أن تؤدى مثنى مثنى أي ركعتان ركعتان، ومن المكروه صلاة أربع ركعات دون أن يكون هناك تسليمًا بينها، بالإضافة إلى أنه يجوز مع هذه الكراهة تعمد تقديم صلاة الوتر مع اعتزام صلاة عدد من ركعات صلاة قيام الليل.

لقد ربط المالكية الكراهة بأن يكون هذا التعمد قبل البدء بصلاة الوتر، وفي حال نوى المصلي أن يؤدي صلاة النافلة عقب صلاة الوتر أو عندما يصلي الوتر وفصل بينهما بفاصل عادي، حتى إذا لم يكن نائمًا قبلها يجوز له أن يؤدي نافلة بعد صلاة الوتر، أما ما دون ذلك ففيه كراهة بلا شك.

شاهد أيضا  حكم إفطار يوم التطوع

4- رأي الحنابلة

يرى أصحاب المذهب الحنبلي أنه يجوز التنفل في الصلاة عقب تأدية صلاة الوتر دون تكرارها مرة أخرى، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وصح عنه أن صلاة الوتر لا يمكن أن تصلى مرتين اثنين في نفس الليلة.



لا مشكلة في تأدية صلاة الوتر في أول الليل في حال كان المسلم خائفًا أو قلقًا من عدم استيقاظه لأداء القيام ليلًا، كما رأوا أنه لا توجد كراهة في تأدية صلاة التهجد بالليل عقب تأدية صلاة الوتر، وذلك لعموم الأدلة الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد.

إن سؤال هل يجوز صلاة قيام الليل بعد الوتر أم لا ليس سؤالًا بسيطًا او تافهًا كما يعتقد البعض ويرون إجابته من المسلمات، فكثير من الناس فعلًا لا يعرفون بعض الأمور الهامة عن الدين.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق