هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء فترة الدورة الشهرية
عندما يضع الله عز وجل تشريعًا للمسلم، فإن كل ما عليه هو أن يقول: “سمعًا وطاعة” ذلك لأن رب العباد لن يأمره بشيء إلا وفيه الخير كله، ولن ينهاه عن أمر، إلا إن كان يضمر له شرًا، ومن هنا كان واجبًا علينا أن نتعرف على كل ما يتعلق بالعلاقة الزوجية من أحكام دينية، كي لا نقع في أمر قد نهانا الله عنه، ومن أهم تلك الأحكام هو الجواب على تساؤل هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء فترة الدورة الشهرية؟
حكم مجامعة الزوجة من الخلف أثناء فترة الدورة الشهرية
أمر الله عز وجل الزوجين خلال فترة الدورة الشهرية، بالتوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة، وذلك حفاظًا على صحة كل منهما، فقد قال عز وجل في كتابه العزيز:
“وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”
سورة البقرة، الآية رقم 222
هذا فيما يخص ما أحل الله عز وجل في الأيام العادية، أما عن مجامعة الزوجة من الخلف فإنه محرم شرعًا، وذلك استنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
“من أتى كاهنًا فصدَّقَهُ بما يقولُ، أو أتى امرأةً في دبرِها؛ فقد برئَ ممَّا أنزلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ”
وعلى ذلك، فإن جواب سؤال هل يجوز مجامعة الزوجة أثناء فترة الدورة الشهرية أم لا؟ هي قطعًا لا، سواء في أيام الحيض أم غيرها، ومن يقع في ذلك فإنه يأثم إثمًا مبينًا لا يكفر عنه سوى التوبة النصوح، والعزم على عدم العودة لمثل ذلك الذنب مرة أخرى.
كيفية معاشرة الزوجة أثناء الدورة الشهرية في الإسلام
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز:
“نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ”
سورة البقرة، الآية رقم 223
تلك الآية الكريمة تشير إلى أنه من الممكن أن يستمتع المسلم بزوجته كيفما يشاء خلال فترة الطمث، دون أن يقع فيما حرم الله عز وجل كما ذكرنا في الجواب على سؤال هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء فترة الدورة الشهرية؟
بحيث لا يحدث بينهما إيلاج كما في الأيام العادية، في أي من السبيلين، سواء ما أحله الله في كافة الأيام عدا وقت الطمث، أو فيما حرمه تحريمًا قطعيًا في مختلف الأوقات.
حري بالمسلم أن يتبع شعائر الله عز وجل، وأن يعلم أن كافتها تنجيه من المهالك وتجعله ينعم بصحة أفضل وسلامة بدنية ونفسية.