معلومات وثقافة

النزاعات الإقليمية في الخليج العربي



 نقصد بمقولة النزاعات الإقليمية في الخليج العربي هي تلك التي حدثت داخل حدود المنطقة، والتي تقع في جنوب غرب قارة آسيا، أما عن دول الخليج العربي التي نقصدها بتلك النزاعات، فهي إيران، العراق، سلطنة عمان،الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، المملكة العربية السعودية، وكذلك الكويت، لذا دعونا نتعمق في الأمر من خلال تناوله من كافة الجوانب عبر موقعنا.

النزاعات الإقليمية في الخليج العربي

عندما انتهت الحرب العالمية الأولى، انهارت الدولة العثمانية، مما أدي إلى تحرر الأقطار العربية ورغبتها في الشعور بالاستقلال، إلا أن الحرب العالمية الثانية قد أدت إلى توحيد الصفوف مرة أخرى لكن بعد أن عرفت كل دولة ما هو حدها وقطرها من كافة الجوانب.

تزامن ذلك فترة ما قبل اكتشاف النفط، إذ سعت كل دولة من دول الخليج أن يكون لها حدودها التي لا تسمح لأي من المعتدين تجاوزها، وفي عام 1922 تم الإقرار بحدود كل من الكويت، المملكة العربية السعودية، والعراق، وذلك عبر معاهدة العقير.

إلا أنه عدم رسم ذلك بدقة متناهية جعل هناك منفذًا مفتوحًا أمام وقوع الخلافات والنزاعات، إلا أن تدخل القوات البريطانية في عام 1971 قد هدف إلى إرساء السلام في المنطقة، مما جعل النازعات قد المحاصرة في تلك الآونة.

لكن لم يلبث الوضع على ما هو عليه، حيث نشب الكثير من الخلافات مجددًا برحيل تلك القوات وتعالت الأصوات المطالبة بموارد الأرض التي تملكها غيرها وهكذا.

لذا دعونا من خلال السطور التالية نتعرف على كافة النزاعات التي تدور داخل الخليج العربي، حيث أتت على تلك الشاكلة:

1- نزاع إيران مع البحرين



دولة البحرين ما هي إلا بعض الجزر التي وقعت داخل الخليج العربي، وقد حالفها الحظ في الحصول على استقلالها، وذلك في عام 1971، وحكمها في تلك الآونة آل خليفة، وقد كان نظام الحكم ملكيًا، إلا أنه قبل تلك الفترة، حاولت إيران وضع سيطرتها عليها مرة أخرى كونها ترى أنها جزءً لا يتجزأ من بلاد فارس.

حيث توالت الكثير من الأحداث في الفترة الزمنية من 1820 إلى 1836 التي تهدف إلى نجاح تلك السيطرة، لكن الجدير بالذكر أن تلك النزاعات كاملة قد باءت بالفشل الزريع، ويذكر التاريخ أنه هناك رحالة يسمى جيمس ثيودور، قد ذكر الأمر من خلال مدونة له حيث قال:

“في العام 1867 حاول شاه فارس السيطرة على البحرين، وعلى الرغم من أن ادِّعاءه الوحيد لتحقيق هذا الأمر هو تكرار الادِّعاءات الفارسية بشأن تبعيَّة البحرين لها في عهد الصفويين، إلا أنه في الوقت نفسه، كان يعمل على مساندة بعض الأطراف ضد البعض الآخر”

شاهد أيضا  الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان

مما يشير إلى أن الأمر لم ينتهي من قبل إيران، حتى وإن كانت المحاولات غير مباشرة، توالت الأحداث إلى أن انتهت الحرب العالمية الثانية، وحينها طالبت إيران من القوات البريطانية أن يكون لها السماح بوضع يدها على البحرين كونها تابعة لها، مستندة على الكثير من الوثائق المؤكدة لذلك، إلا أن ذلك المطلب لم يتحقق، واحتفلت دولة البحرين بمرور قرن على تولي آل خليفة الحكم، وأكدت أنه لا يوجد خطر داخلي على البلاد، وإنما الخطر كامن بشلكل خارجي من قبل إيران، وكان ذلك هو أول نزاع جاء ضمن ذكر النزاعات الإقليمية في الخليج العربي.

2- نزاع الإمارات مع سلطنة عمان

حدث نزاع قوي بين الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وذلك في العام 1977، كان ذلك على إمارة رأس الخيمة، جاء ذلك لأنها تحتوي على منطقة تقدر مساحتها بستين كيلو متر، تحتوي على كميات مهولة من النفط.

استمرت النزاعات لفترة طويلة، إلى أن قامت سلطنة عمان قد نوهت قوات الإمارات لعدم اختراق مياهها الإقليمية في عام 2011 دون أن يكون هناك مبرر لذلك التحذير، لكنها كشفت بعد ذلك أنها وجدت خلايا تجسس على حدودها ترجع إلى المملكة العربية المتحدة.

مما تطلب التدخل الخارجي من قبل دولة الكويت من أجل تدارك الأزمة وحل هذا النزاع حتى لا يتطور أكثر من ذلك، وهو ما حدث بالفعل.



3- النزاع على واحة البريمي     

واحة البريمي من الأماكن التي يتنازع عليها عدد كبير من دول الخليج العربي، وذلك منذ عام 1793، حيث أصبحت المملكة العربية السعودية أحد أطراف ذلك النزاع، ظل الأمر يتطور وكلما حاولت دولة أن تضع سيطرتها على تلك الواحة، تجد أن المحاولة لم تنجح.

إلى أن استطاعت السعودية أن تنتزع الفوز بقوة ويكون لها القدرة على السيطرة على تلك الواحة، وتم برم اتفاق يدعو إلى إنهاء حالة الخلاف وانتهى هنا واحد من أقوى النزاعات الإقليمية في الخليج العربي.

مرت السنوات وتنازع عليها كل من السعودية والإمارات مجددًا إلى أن تم الاتفاق على ضمها إلى الإمارات لتصبح هي إمارة العين، وسنتعرف على سبب ذلك بشكل أوسع من خلال السطور القادمة.

4- نزاع الكويت مع العراق

تم الاعتراف باستقلالية دولة الكويت في عام 1913، وكان ذلك بيد الدول العثمانية، إلا أنه إثر الكثير من المشاحنات بين الكويت وبريطانيا، خرجت العراق عن صمتها معلنة أن الكويت جزءً منها وعليها أن تخضع إلى سيطرة الحكومة العراقية، وتطور الأمر إلى الهجوم من قبل العراق، وكان ذلك في عام 1973.

استمر ذلك التوتر إلى عام 1990،حيث شنت القوات العراقية الهجمات المتلاحقة على دولة الكويت برئاسة صدام حسين، وهنا سيطرت العراق على الكويت وأعلنت أنها جزء منها أو بمعنى أقرب هي المحافظة رقم 19 لها، إلا أن الأمر قد انتهى بعد سبعة أشهر واستطاعت الكويت استرجاع استقلالها مرة أخرى، وكان ذلك عقب انتهاء حرب الخليج الثانية.

شاهد أيضا  أعمال عن اليوم الوطني للمدارس

5- نزاع السعودية مع الكويت



تم تحديد حدود دولة الكويت في عام 1913، وكان الأمر على ما يرام مع المملكة العربية السعودية، إلا أنه لم يلبث على تلك الوتيرة فترة كبيرة، فبحلول عام 2007 شن نزاع كان أقوى النزاعات الإقليمية في الخليج العربي، وكان على حقل مليء بالنفط، يقع في المنطقة المحايدة.

مما جعل المملكة العربية السعودية تطلب من الشركة المنتجة للنفط في ذلك المكان أن تتوقف عن العمل، ولا تستجيب لمتطلبات الكويت، زاد الخلاف وعلا صيته في عام 2015، مما أدى إلى امتناع الشركة عن مواصلة العمل داخل المنطقة المتنازع عليها، وأعلنت أنها قد باءت محاولاتها في الإصلاح بين الطرفين بالفشل الزريع.

جدير بالذكر أن نعلم أن الخلاف لا يزال قائمًا، وأنه لم الاستفادة من نفط ذلك الحقل على أثر ذلك.

6- نزاع السعودية مع قطر

طالبت منذ زمن ليس ببعيد المملكة العربية السعودية بضمن دولة قطر لها، على اعتبار أنها جزءً من إقليم الأحساء، إلا أن ذلك الطلب قد قوبل بالرفض، وتم توقيع اتفاق من شأنه أن يقضي بحدود دولة قطر مع المملكة العربية السعودية وذلك في عام 1965.

لكن لم يلبث الأمر إلا أن تفاقمت المشاحنات، وأصبحت أقوى النزاعات الإقليمية في الخليج العربي، وبين مؤيد ومعارض لسنوات طويلة، تم عقد اتفاق مرة أخرى في عام 1996 نص على أنه سوف يتم مسح الحدود بين البلدين مرة أخرى بصورة طبيعية من أجل التأكد من حقوق كليهما.

بعد الانتهاء من عمليات المسح، تم اختيار ممثل لدولة قطر ومعه نظيره من المملكة العربية السعودية، إلا أن القطري احتج على ما وصل الأمر إليه في النهاية، وحدث انقلاب أثار ضجة في الخليج العربي.

إلا أنه في عام 2002 تم عقد اتفاق على إنهاء تلك المشاحنات على الحدود، وتكون ذلك الاتفاق المبرم من خمسة عشرة وثيقة.



7- نزاع السعودية مع الإمارات

حصلت الإمارات العربية المتحدة على استقلالها التام وذلك في عام 1971، تم فيه إطالة حدود الإمارات الغربية من قبل الممكلة البريطانية، إلا أن المملكة العربية السعودية لم يروق لها ذلك الأمر، وخرجت عن صمتها معلنة أنها الأحق بملكية تلك الأراضي، ثم بعد ذلك تم برم اتفاق سري بين الإمارات والسعودية.

شاهد أيضا  يوم التأسيس السعودي

أتى ذلك الاتفاق مشيرًا إلى أن السعودية ستترك واحة البريمي للإمارات، وهي الإمارة التي تسمى بالعين الآن، في مقابل أن تحصل على ساحلي شرقي خور.

لكن على الرغم من ذلك ما زالت المشاحنات بين السعودية والإمارات قائمة، حيث إن المملكة العربية السعودية قد أوقفت عبور الكثير من الشحنات نتيجة توتر العلاقات في عام 2009، كما حدث اعتقال اثنين من حرس الحدود الإماراتي من قبل قوات المملكة العربية السعودية، وذلك في عام 2010، وقد بررت السعودية الأمر، بأنه ناتج عن تعدي أولئك على المياة الأقليمية التي تخصها.

8- النزاع على الجزر الإماراتية الثلاث   

يطلق هذا المسمى على جزيرة طنب الكبرى، و جزيرة طنب الصغرى، و جزيرة أبو موسى، هذه الجزر من شأنها أن تحتوي على ثروات لا يمكن حصرها، كما أنها تتمتع بموقع استراتيجي يجعلها مطمع للكثيرين، ظلت تلك الجزر خاضعة للحكم الإماراتي لعدة قرون، إلا أنه في عام 1971، أطلقت إيران قواتها لتستولي على تلك الجزر.

ليس اغتصابًا منها لتلك الأراضي التي تتبع الحكم الإماراتي، ولكنها ترى أن ذلك هو حقها المشروع، فقامت على إثر ذلك بإنشاء أسطول داخل تلك الجزر من شأنه أن يحميها من هجوم الإمارات إن حاولت استرجاعها مرة أخرى.

جدير بالذكر أن نعلم أنه تم عقد الكثير من المفاوضات من أجل الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف ويحل هذا النزاع الذي أتى ضمن النزاعات الإقليمية في الخليج العربي، إلا أن كافة المحاولات قد باءت بالفشل، وآخرها كان عام 1992.



9- النزاع بين البحرين وقطر

أما عن النزاع بين البحرين ودولة قطر، فقد نشأ في عام 1937، ذلك عندما اقتحمت القوات القطرية المنطقة التي تدعى الزيار، وهي التي تتبع دولة البحرين، وفي تلك الأثناء تدخلت القوات البريطانية من أجل فض النزاع، وتم رسم الحدود التي لا يزال العمل بها قائمًا حتى اليوم.

جدير بالذكر أن نعلم أنه في عام 2001 تحديدًا في شهر مارس، تم إصدار الحكم الدولي النهائي الذي يقر بأن تلك المنطقة هي تابعة لدولة البحرين، وأن السيطرة الكاملة عليها تعود لتلك الدولة فقط، حيث شهدت تلك المنطقة الكثير من المشاحنات على الرغم من رسم حدودها منذ فترة كبيرة.

سيظل أمر النزاعات الإقليمية في الخليج العربي قائمًا إلى أن تتغير الأوضاع أو يكون هناك سببًا أقوى يستدعي الالتفات له، لكن على الرغم من ذلك يظل الوطن العربي كله يد واحدة، ومن الهام أن نذكر أن تلك النزاعات لا تقترب من الود القائم، ولا تؤثر على العلاقات.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق