تحظى المملكة العربية السعودية بموقع مميز جدا في القارة الأسيوية مما كان له أبلغ الأثر على مكانتها الدينية والاقتصادية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط ولعل أهم ما يميزها هو وجود بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف على أراضيها فجعلها الله قبلة للمسلمين من سائر بقاع الأرض لأداء فريضتي الحج والعمرة.
الموقع الجغرافي للمملكة العربية السعودية
تقع المملكة في الجنوب الغربي لقارة أسيا عند ملتقى القارات الثلاث أسيا وأفريقيا وأوروبا، وتبلغ مساحتها حوالي ٢ مليون كيلومتر مربع وتشغل أكثر من ثلثي مساحة شبه الجزيرة العربية، أما عن حدودها فهي كالتالي:
- جهة الشمال: تحدها ثلاث دول عربية هي( الكويت، العراق، الأردن).
- جهة الجنوب: تحدها دولتين عربيتين هما( اليمن، سلطنة عمان).
- جهة الغرب: يحدها البحر الأحمر.
- جهة الشرق: تحدها دولتين عربيتين هما( قطر والإمارات العربية المتحدة) بالإضافة إلى خليج العقبة، وتقع على مضيق هرمز ومضيق باب المندب.
الأهمية السياسية لموقع المملكة
نتيجة لموقع المملكة المتوسط بين دول الخليج العربي والمتحكم في الكثير من الموانئ البحرية الهامة فأعطاها ذلك القوة السياسية التي تتمتع بها بين جميع بلاد العالم بوجه عام والعالم الأسيوي والعربي بشكل خاص.
ولتمتع ملوك تلك المملكة بالحكمة والعقل الراجح فقد لعبت ادوارًا تاريخية ومفصلية عظيمة في حل المنازعات في المجتمع العربي ومساندة القضايا العربية والإسلامية الكبرى.
الأهمية الاقتصادية للمملكة
حبا الله تلك المملكة بالعديد من الثروات الطبيعية، ولعل أبرز تلك الثروات الناتجة عن موقعها المتميز هو استخراج البترول من أراضيها فتعد السعودية من أكبر الدول إنتاجا للنفط حيث تنتج بشكل يومي ما يقرب من ١٠ مليون برميل مما جعلها من أكبر الدول المؤثرة في إنتاج الطاقة العالمي.
ومن أبرز موارد المملكة الاقتصادية إطلالتها المتميزة على أهم المسطحات المائية فكانت الثروات البحرية التي تمتلكها المملكة من أكبر عوامل الدعم الاقتصادي لها.
وقامت المملكة باستغلال تلك المميزات الجغرافية والحضارية وعكفت على الوصول إلى تلك المكانة الاقتصادية المتميزة حيث أصبحت من أهم ركائز الاقتصاد النفطي والعالمي وواحدة من أكبر عشرين دولة في الاقتصاد العالمي.
الأهمية الدينية لموقع المملكة
تتميز المملكة بأنها محط أنظار المسلمين في جميع أنحاء العالم وتكمن تلك القدسية والأهمية الدينية في الأسباب التالية:
- وجود المسجد الحرام على أراضيها والذي هو قبلة المسلمين.
- وجود المسجد النبوي أيضًا بها.
- شهدت إحدى مدنها ميلاد فجر الإسلام( مكة المكرمة).
- شهدت أراضي المملكة معظم غزوات ومعارك الرسول صلى الله عليه وسلم.
- شرفت بوجود قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.
- يتجه إليها ملايين المسلمين في كل عام وخاصة في شهر ذي الحجة لأداء فريضة الحج والعمرة.
الأهمية السياحية لموقع المملكة
تعد المملكة مقصد للعديد من الزائرين من بلاد العالم نتيجة لموقعها المتميز ووجود سلاسل الجبال شاهقة الارتفاع على حدودها والصحراء الشاسعة وما يتخللها من الوديان والخلجان والسهول والمعالم الدينية المهمة على أراضيها.
كما يعد تنوع المناخ بالمملكة من أهم عوامل الجذب السياحي بها
أهم الإنجازات التي حققتها المملكة في الفترة الأخيرة
حققت المملكة العربية السعودية العديد من الإنجازات في شتى المجالات في الآونة الأخيرة ومن أبرز تلك الإنجازات مايلي:
- حصلت على المركز الثاني في قائمة دول العشرين في عام ٢٠١٩.
- حققت تقدمًا كبيرا في المجال التعليمي والاهتمام الأطفال الموهوبين واستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في العملية التعليمية.
- تجديد شبكات الطرق في جميع أنحاء المملكة.
- أولت اهتماً كبيراً لصناعة روبوتات العمليات الجراحية الدقيقة.
- استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال الاستزراع السمكي وزراعة المحاصيل المختلفة مما زاد من صادرات المملكة من المحاصيل الزراعية والإنتاج السمكي
أهمية موقع المملكة بالنسبة للمناخ
تؤثر العوامل الطبيعية على مناخ المملكة بشكل كبير ونتيجة لاتساع مساحتها فكان ذلك من أكبر العوامل التي أدت إلى اختلاف المناخ في المملكة من منطقة لأخرى.
تقع معظم مساحة المملكة في منطقة الضغط المرتفع في المنطقة الاستوائية لذلك فإن مناخها يكون شديد الحرارة والجفاف صيفًا وشديد البرودة شتاءًا.
نتيجة لتنوع وكثرة المسطحات المائية التي تحيط بالمملكة أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة الرطوبة بمدن المملكة واعتدال المناخ في المدن والمناطق الداخلية.
تحظى المملكة العربية السعودية بمكانة خاصة بداخل نفوس المسلمين في مكان وبمكانة اقتصادية وسياسية عظيمة لدى جميع دول العالم، تلك المكانة التي يسعى ملوكها إلى الحفاظ عليها والارتقاء بها على مر الأجيال والعصور معتمدين في ذلك على موقعها المتميز واتساع رقعتها وما منحها الله من مميزات وثروات.