تمكنت التكنولوجيا الحديثة من التوغل في كافة تفاصيل حياتنا اليومية، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من معظم أنشطتنا، خاصة في العملية التعليمة منذ انتشار أزمة كورونا وفرض الحجر المنزلي على دول العالم كافة، فبعد توقف الدراسة وإغلاق المدارس كان من الضروري إيجاد حلول بديلة، وكان الحل المثالي والوحيد هو اللجوء للتعليم عن بعد من خلال نظم إدارة التعلم، فما هو نظام إدارة التعلم LMS؟ نجيب على تساؤلكم في السطور التالية.
ما هو نظام إدارة التعلم LMS؟
إن إختصار LMS مشتق من المصلح الإنجليزي Learning Management System، ويطلق هذا المصطلح على مجموعة من البرامج وتطبيقات الحاسوب والهواتف الذكية، المصممة خصيصًا بهدف إدارة ومتابعة العملية التعليمية أو التدريبية التي تتم بشكل إلكتروني أو “عن بعد”، وبمعنى آخر، تمكن هذه التطبيقات من إنشاء برامج ذات محتوى تعليمي أو تدريبي يتم تقديمه للمتعلمين عن بعد، ومن خلال هذا التطبيق يتمكن المعلم من متابعة وإدارة سير العملية التعليمية طبقا للخطة أو البرنامج الموضوع.
مميزات نظام إدارة التعلم LMS
هناك العديد من المميزات الكثيرة لاستخدام أنظمة إدارة التعلم LMS، والتي جعلت الكثير من الخبراء يتوقعون بأن هذه الأنظمة سوف تحل بشكل كامل محل التعليم التقليدي في السنوات المقبلة، وأبرز هذه المميزات:
- توفير الكثير من الوقت للطالب والمتعلم، وذلك لوجود المحتوى بشكل كامل على المنصة دائما، ويمكن الدخول والإستفاده منه في أي وقت، دون الالتزام بوقت معين.
- توفير الجهد، إذ لا يجب على الطالب أو المعلم الانتقال أو السفر للدراسة أو الحصول على المعلومات، ويمكن الإستفادة بشكل كامل من المنصة في المنزل.
- تسهيل عملية متابعة الطلاب والمتدربين على المعلم، وكذلك إمكانية تقييمهم ورصد تطورهم بسهولة.
- إتاحة الفرصة للجميع للحصول على العلم، دون الحاجة إلى الإلتحاق بالجامعة أو أحد مراكز التدريب بشكل رسمي.
- توفير التكاليف المادية التي تستدعيها إنشاء دورة تدريبية، مثل حجز مكان او قاعة للتعلم، وكذلك توفير الكثير من الأدوات اللازمة أثناء شرح الدروس والمحاضرات.
- إتاحة المادة العلمية للجميع، مهما كان حجمها أو مساحتها.
- سهولة الاستعانة بأدوات جديدة خلال عملية التعلم، مثل عرض التقارير والبيانات الإحصائية والرسوم التوضيحية.
- سهولة تقييم الطلاب والتعرف على مستواهم، من خلال عمل تقييم أو إمتحان بعد كل درس أو محاضرة.
أشهر النماذج لأنظمة إدارة التعلم LMS
هناك الكثير من المنصات التي ذاع صيتها في الآونة الاخيرة، والتي تقدم محتوى تعليمي أو تدريبي إما بشكل مجاني، او بمقابل مادي، ومن اشهر هذه المنصات:
- نظام EdApp : وهذا النظام قد حصل على العديد من الجوائز الخاصة بتطبيقات الهواتف الذكية لأنظمة إدارة التعلم.
- نظام بلاكبورد Blackboard: ويقدم هذا النظام العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها بسهولة من قبل المؤسسات التعليمية.
- منصة كلاسيرا Classera : وما يميز هذه المنصة عن غيرها أنها تدعم اللغة العربية، وهو الأمر الذي ساهم في انتشارها بين الطلاب العرب، وكذلك لسهولة إستخدامها، وتعدد الأدوات المتاحة فيها، مثل الفصول الإفتراضية، ومنتديات الحوار، والرسائل القصيرة وغيرها من الأدوات.
- نظام moodle : ويدعم هذا النظام العديد من اللغات بالإضافة إلى الإنجليزية، كما أن المنصة مفتوحة المصدر، مما يعني تمكن جميع الراغبين من إنشاء مقرراتهم التعليمية والتدريبية، وهو الأمر الذي أدى إلى انتشارها بشكل كبير حول دول العالم.
أنواع أنظمة إدارة التعلم
تنقسم أنظمة إدارة التعلم طبقاً للمصدر إلي قسمين، كالآتي:
- أنظمة إدارة التعلم ذات المصادر المفتوحة Open Source Systems، وتعني أن يكون النظام متاحا لجميع المستخدمين بشكل مجاني تماماً.
- أنظمة إدارة التعلم مغلة المصدر، أو الأنظمة التجارية Commercial Systems، وهي أنظمة إما أن يكون إستخدامها بمقابل مادي، أو أن تكون مقتصرة على مؤسسة أو شركة بعينها، ولا يتاح سوى للأعضاء أو العاملين في المكان باستخدامها.
معايير نظم إدارة التعلم
هناك ثلاثة معايير يجب لأنظمة إدارة التعلم، والتي يجب أن يكون احدها متوافر في النظام مثل:
- معيار سكورم SCORM
- معيار IMS
- معيار AICC
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن هناك العديد من المتطلبات والمعايير التي يجب توافرها في نظام إدارة التعلم، الذي ترغب في استخدامه لتتمكن من الحصول على أقصى استفادة، على سبيل المثال:
- أن يدعم نظام إدارة التعلم المستخدم أجهزة الهواتف الذكية، وليس أجهزة الحاسوب فقط، لتسهيل عملية الوصول إلى المحتوى في أي وقت ومن أي مكان.
- أن يكون سهل الإستخدام وغير معقد، خاصًة شاشة أو واجهة المستخدم التي تظهر عند بدء إستخدام النظام.
- أن تتوافر بعض الأدوات الخاصة بعملية التقييم والمتابعة، مثل عمل الاختبارات وتقديم التقارير وتقييم مستوى المتعلمين ورصد درجاتهم.
- سهولة إدارة الحساب الشخصي، فيمكن للمستخدم التحكم بالمحتوى وجدولته طبقاً لأوقات فراغه، وكذلك التحكم في الإشعارات والرسائل، والتمكن من التواصل مع النظام بسهولة.
من يستخدم نظام إدارة التعلم الإلكتروني
يمكن لجميع الاشخاص الذين يقدمون محتوى تعليمي أو تدريبي عن بعد ان يستخدموا ويستفيدوا من نظم إدارة التعلم وذلك لما لها من مميزات كبيرة توفر الوقت والجهد، كما يمكن لكل من يرغب بالتعلم عن عن بعد وحضور الدورات التدريبية في أوقات الفراغ الإستفادة من هذه الأنظمة والتي أصبحت منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
هنا نكون قد أجبنا على تساؤلكم حول ما هو نظام إدارة التعلم LMS، وكذلك تعرفنا على أنواعه وأهم مميزاته، والتي جعلت منه نظاما لا غنى عنه في العملية التعليمية في الآونة الأخيرة.